104

في مساهمة لتسليط الضوء على السينما الفلسطينية، تتيح وحدة أفلام غزة كتالوج يضم جميع الأفلام الفلسطينية التي تم إنتاجها في الأعوام من ٢٠٢١ وحتى ٢٠٢٤. حيث شاركت الوحدة تحت مظلة "مؤسسة الفيلم الفلسطيني" في مهرجان كان لعام 2024 بتوزيع هذا الدليل.

 

وحدة أفلام غزّة هي تجمُّع يضم باحثين وفنانين وصناع أفلام من غزة، بهدف حماية الرواية الفلسطينية، وتوثيق الإبادة وبناء أرشيف سينمائي.

ستّون فيلمًا فلسطينيًا، حصلت معظمها على ترشيحات وتكريمات عديدة، في مهرجانات عالمية، مثل مهرجان كان للأفلام ومهرجان لندن السينمائي، ومهرجان أمستردام للفيلم الوثائقي. 

 

تناولت الأفلام جوانب مختلفة من الرواية الفلسطينية، تحت الاحتلال وفي المنافي. ومثّلت الأفلام الوثائقية نصف الإنتاج الفلسطيني في هذا الدليل ما يشير إلى حجم القصص المؤثرة في الواقع المعيشي للفلسطينيين تحت الاحتلال.

 

إن هذه المساهمة، تعتبر محاولة من الفنانين الفلسطينيين، في غزة وخارجها، لإنقاذ أحلامنا من الاغتيال، وخيالنا من الإبادة.

 

على مدار الشهور الماضية، ومنذ السابع من أكتوبر لعام ٢٠٢٣، يتعرض الفلسطينيون في غزة لحرب إبادة انتقامية شاملة، قُتل خلالها قرابة الأربعين ألفًا من سكان القطاع، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال. كما دُمّرت خلالها جميع الجامعات الكبرى في قطاع غزة، والمراكز الثقافية والتعليمية، التي تحولت لمقابر جماعية، إذ لم تشفع لها كل النداءات الداعية لحمايتها، والتي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو.

 

يقف العاملون الفلسطينيون في المجال الثقافي اليوم، أما تحدٍ هائل، بعد أن فقدوا الكثير من زملائهم، إما بالاغتيال المباشر، أو بالقتل البطيء عبر حرمانهم من العلاج. حيث بات الفنان الفلسطيني أمام طريق إجباري لا غنى عنه، وصار عليه أولًا، أن يرفع من مستوى خطابه للعالم، وثانيًا، أن يساعد الآخرين على التحدث معنا لا التحدث بالنيابة عنا.

 

ندرك في وحدة افلام غزّة أن ما يوحدنا مع بقية العالم أكثر بمراحل من الذي يُفرّقنا. وأن أقصر الطرق للخلاص من كل أشكال الظلم يبدأ بتقبل اختلافاتنا، ونبذ الفاشية، وتوصيف الأشياء بمسمياتها الحقيقية. إن ثقافتنا الفلسطينية ليست طعامًا على موائدنا، بل مواقف ومساهمات فنية ذات رسالة وجدوى ويجب أن تُقال بحُريّة. 

ندعو جميع أحرار العالم، من العاملين في المجال السينمائي والثقافي، الإنضمام لرؤيتنا، والمساهمة في دفع المشهد الثقافي الفلسطيني لأخذ مكانته التي يستحقها، والمساعدة في تدعيم سرديته، ووقف العدوان، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الإعمار، وبناء جسور التواصل الدائم.

 

إن الصحوة التي يشهدها العالم الآن، يجب أن يُبنى عليها بالأفعال. إن الأجيال الفلسطينية القادمة لن تُخاطب العالم من منطق الضحية، بل بمنطق البطل الحُر، وصاحب الحق القوي.

منشورات ذات صلة